ايام قليلة تفصلنا عن موعد اعلان نتيجة امتحان شهادة البكالوريا 2014 الجزائر ويقرر الكثير من طلبة شهادة البكالوريا التدين في الأيام الأخيرة التي تسبق امتحان شهادة البكالوريا، حيث يتحول بعض الشبان فجأة إلى مواظبين على الصلاة في المساجد بالرغم من أن الكثيرين منهم لم يسجدوا لله منذ مدة، في حين تلتزم بعض الفتيات بالحجاب وتتخلى عن ملابس الموضة ويُعلنّ التزامهن التام بتعاليم الدين الإسلامي للحصول على البكالوريا، إلا أن أغلبهم وبمجرد تحقيق مرادهم تجدهم يعودون إلى سابق عهدهم وكأنهم قضوا مصلحة وانتهى الأمر .
ويعلم هؤلاء جيدا أن بلوغ النجاح ونيل المراتب العليا لا تكون إلا عن طريق التمسك بشعائر الدين الحنيف والتقرب إلى المولى عز وجل بالدعاء، فيقرّرون التحول إلى متدينين بين عشية وضحاها، إذ تعجّ المساجد بل الصفوف الأولى فيها بالطلبة المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا، ويبتعد الكثيرون منهم عن أصدقاء السوء ليتحول إلى شاب ملتزم مواظب على الصلاة في سبيل تحقيق حلم راوده منذ الصغر وهو الحصول على البكالوريا والالتحاق بالحرم الجامعي ومن ثمة تسطير مستقبله المهني، أما الطالبات فترتدي بعضهن الحجاب دون سابق إنذار، بالرغم من أنها كانت فيما مضى تجيب كل من ينصحها بارتدائه بالقول “لا زلت لم أقتنع به بعد؟”، ولكنها “اقتنعت به” أخيرا للتقرب من المولى عز وجل في أيام الشدة، فحلم البكالوريا حسب هؤلاء يستوجب اتباع شتى الطرق والوسائل.
وكم هي كثيرة العينات التي دخلت عالم التدين لأجل “الباك”، وفي حديثنا إلى بعض المواطنين أشار أغلبيتهم إلى انتشار هذه الظاهرة في أوساط الشباب المقبل على اجتياز امتحان البكالوريا خلال الأيام الأخيرة التي تسبق موعد الامتحان المصيري، حيث قالت “مايا” وهي طالبة في الثانية ثانوي إن ابنة خالتها التي تستعد لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة تحجّبت فجأة قبل شهرين، بالرغم من أنها كانت تقول دائما إنها ليست “مقتنعة” بارتدائه بعد، مضيفة أنها نذرت لله أن ترتدي الحجاب إذا حصلت على البكالوريا، قائلة إن كل أفراد العائلة يخشون تخليها عنه بعد إعلان النتائج.
أما “صونيا” فحدّثتنا عن شقيقها الذي أصبح مواظبا على أداء الصلوات الخمس في المسجد بالرغم من أنه كان متهاونا في أدائها في البيت، لكنه ومع اقتراب موعد امتحانات شهادة البكالوريا، أراد التقرّب من المولى عز وجل والدعاء له ليل نهار بغرض الحصول على شهادة البكالوريا، مؤكدة أنه فعل نفس الشيء أيام زلزال بومرداس، إلا أنه تخلى عنها بعد عام من الكارثة، وهو ما تذكره به يوميا قائلة له “إنه يبحث دائما عن مصلحته حتى مع الله؟”.
وتحدث “إسلام” عن صديقه الذي أصبح مستقيما فجأة، حيث تخلى عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة مع البنات التي كان مدمنا عليها في وقت سابق، كما أصبح مواظبا على الصلاة بل يقوم الليل للدعاء من أجل نيل شهادة البكالوريا.
والغريب في الأمر أن بعضهم يتخلى عن التزامه بمجرد الحصول على “الباك”، أما البعض الآخر فيعودون إلى سابق عهدهم إذا فشلوا في نيلها، وهو ما اعتبره رجال الدين نفاقا، حيث صنفوا هؤلاء في خانة المنافقين الذين يخادعون الله ولا يخدعون إلا أنفسهم.