كتبت: سارة سعد
الجيش المصري مازال يؤكد ان الدفاع عن الوطن ليس بالسلاح فقط وانما بتأصيل قيم الولاء والانتماء للوطن وليس بالكلام وإنما بالقرار والثقة فى الله والإخلاص فى العمل وترك الآخريين للأقوال :”هكذا تحدثو عن بطولة وشجاعة و المفاجأة الحقيقة لحرب أكتوبر
المقاتل المصري “.
جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب اكتوبر قالت:”ان المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما اذا كنا نطلع الامة علي حقيقة الموقف السيء في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران ككارثة قريبة او كابوس مروع قاسيت منه انا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة”.
وقد علق أبا ابيان وزير خارجية اسرائيل خلال حرب اكتوبر “ينبغي الا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الاسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في اسرائيل الان بضرورة اعادة النظر في علم البلاغة الوطنية ان علينا ان نكون اكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة”
وقال تريفور ديبوي رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب.
بينما وصف موشي ديان حرب اكتوبر كانت زلزال تعرضت له اسرائيل .
وبتصفح مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة اسرائيل الاسبق جاء فيها ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة .
واضاف لقد تحدثنا اكثر من اللازم قبل السادس من اكتوبر وكان ذلك يمثل احدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم اكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدا العالم الخارجي يتجه الي الثقة بأقوالهم وبياناتهم.
وبالنسبة للثغرة فإن اعتراف القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن الثغرة لم تكن تمثل بالنسبة لإسرائيل انتصارا عسكريا بل كانت نوعا من المغامرة وقد أعلنت القيادة العليا الإسرائيلية أنها أصدرت أوامرها ثلاث مرات متتالية بالانسحاب من الجيب الإسرائيلي بسبب الخسائر الفادحة الناتجة عن مغامرة شارون والذي تجاهل الأمر بالانسحاب وأكدت شهادة بعض العسكريين الذين شاركوا في تلك المغامرة وذلك أمام لجنة “ أجرانات “ والتي قامت بالتحقيق فيما حدث للجيش الإسرائيلي في حرب 1973 أن منطقة الثغرة كانت أشبه بالجحيم فالمصريون يدمرون كل شيء يتحرك في الجانب الإسرائيلي وكان الجنود هدفا سهلا للمصريين.
هذا كله بجانب وجهة نظر الأدباء الإسرائيليين والتي عبرت عنها الأديبة الإسرائيلية عينات كوهين أن حرب أكتوبر كانت نقطة تحول درامية مذهلة فقد كانت حرب أكتوبر زلزالا هز أركان المجتمع الإسرائيلي.
وكان مراسلو كبري الصحف العالمية قد لمسوا حقيقة ما حدث بالفعل علي الجبهة وانتصار مصر الساحق في تلك الحرب فأرسلوا تقاريرهم إلي صحفهم والتي خرجت بعناوين رئيسية منذ اليوم الأول للحرب ومنها صحيفة الديلي تليجراف البريطانية والتي قالت : لقد غيرت حرب أكتوبر مجري التاريخ في الشرق الأوسط عندما عبر الجيش المصري قناة السويس واجتاح خط بارليف.
فلم يهبوا الموت رجالا “صدقوا ما عهدوا الله عليه” هم حقاً “خير أجناد الأرض”لـــ”شعب فى رباط إلى يوم القيامة” فها هى مصر أرض السلام ليست أرض الإستسلام ولا الإرهاب أرض الأمن والأمان حفظ الله مصر أرضاَ وشعباَ”إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.