روميل
وسيم عفيفي
“إلى الأمام يا روميل”
جملة أطلقها المصريون على من رأوا فيه خلاصا من المستعمر البريطاني ، نهاية نادرة لقائد دار حوله غلط ، فالبعض يرى أن شهرته مجرد زيف ومبالغة والبعض الآخر يراه مقاتلا وثعلب الصحراء لبراعته في فنون القتال الحديث بالدبابات ، ودقة خططه العسكرية وسرعة حركته التي قل نظيرها ، ومفاجأة الخصم كالصاعقة ، كان قائدًا ألمانيًا لامعا” أثناء الحرب العالمية الثانية في العلمين في الصحراء الغربية.
ايروين جوهانس ايوجين روميل ولد في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة هايدنهايم الألمانية لأسرة بروتستانتية .
بدأت حياته العسكرية عندما التحق روميل بفوج المشاة الرابع والعشرين كضابط عام 1910 م ، تزوج بعدها بـ 4 سنوات في 27 أكتوبر 1916 في دانزيغ في بولندا، وانجبا ولدهما مانفريد في 24 ديسمبر 1928 م
آخر معركة له كانت في 3 مارس عام 1943 م ، عندما قاد الفيلد مارشال الألماني إيروين روميل القوات الألمانية والإيطالية في معركة ميدنين بالصحراء التونسية التي كانت آخر معاركه في شمال إفريقيا وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا في الفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.
وكان روميل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة في شمال إفريقيا عام 1941واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني .
ولكن الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل معركة العلمين في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل في ممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال إفريقيا اتجاها معاكسا حيث تولت هزائم الألمان .
واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة ميدنين التونسية وتنتهي بهزيمته أيضا فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقادات روميل لقيادة هتلر
كان الوحيد من الجنرالات الالمان الذين توقعوا الانزال في النورمندي غير انه لم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك ، و لسوء الحظ فانه كان مصاب بجرح نتيجة غارة جوية قبل الانزال في النورمندي و كان خارج قيادته يعالج عند حدوث الانزال تماماً كما كان قبل هجوم العلمين في النمسا يتعالج من مرض اليرقان الذي اصيب به في شمال افريقيا .
حذر الجنرال روميل هتلر بأن المانيا في خطر ويجب عليها انهاء الحرب وعدم التوسع ولكن هتلر لم يعر له ولغيره اي اهتمام ، فقد كان مستبدا” برأيه دكتاتورا”
احس روميل بنهاية المانيا وهو يقاتل في شمال افريقيا, فانهارت قواه شيئا فشيئا, وبدأ يحارب تحت قاعدة احلاهما مر) وهو على يقين بأنه ان انتصر فلن تنتصر المانيا بالحرب.
وبعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناول السم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر متجرعا” السم في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.