إعصار «إرما» يضرب أمريكا، 8 سبتمبر 2017.
تصوير : أ.ف.ب
مع كل إعصار يضرب العالم الغربي، تظهر «الشماتة»، ويدعي البعض أن الطبيعة تنتقم للمضطهدين في كل مكان. يزحف إعصار إرما، أقوى ما شهده الأطلسي، نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وأخلت ولاية فلوريدا سكانها، خشية الإعصار الذي يقتلع الأشجار، ويدمّر المنازل والمحال التجارية، في المقابل، يرى قطاع واسع من العرب والمسلمين غالبيتهم مُحافظين، أن العرب من حقهم الفرح و«الشماتة» في واشنطن
تعليقات عدة على موقع التدوينات المصغّرة «تويتر»، «تشمت» في أمريكا. يقول أحد المواطنين العرب: «أمريكا بكل خيلها ورجالها وحديدها وكل مؤسساتها وإمكانياتها تقف عاجزة أمام عاصفة. وكأن الله ينتقم للثكالى»، فيما رأى آخرون أن الإعصار «عقاب من الله لأمريكا التي دمرت البلاد العربية».
وقال آخر: «اللهم اجعل إعصار إرما عذابا وهلاكا لمن قتل وشرد ودمر بلدان المسلمين أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، واليمن. أنت القادر على كل شيء».
ويستند معظم «الشامتين» إلى فتوى للداعية الإسلامي الشهير، ناصر العمر، الذي سئل على موقعه الإلكتروني «المسلم» ذات مرة: «هل يجوز أن نفرح بما أصاب أمريكا من هذه الأعاصير وما تبعها من هلاك ودمار في بعض ولاياتها؟»، فأجاب: «بل إننا والله نفرح ونسر بما أصاب هؤلاء الظلمة المتجبرين المتكبرين. إن أمريكا هي قائدة الظلم والطغيان والجبروت في هذا العصر، استخدمت أموالها التي مكنها الله جلّ وعلا منها في ظلم البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وتاريخ أمريكا تاريخ أسود على كل المستويات، وفي شتى أنحاء العالم وخصوصاً فيما يتعلق بالأمة الإسلامية، فأمريكا أمة كافرة باغية محادة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحاربة للمسلمين، دنَّست كتاب الله وأهانته، قريبة من كل شرّ بعيدة عن كل خير، حامية الإرهاب في العالم».
لكن في المقابل، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قبل نحو 3 سنوات بيانا بالتزامن مع ظهور حالات «الشماتة» بسبب ضرب إعصار ساندي الولايات المتحدة الأمريكية، يقول فيه، إنه لا يجوز شرعاً الشماتة في المصائب العامة مثل إعصار «ساندي» بالولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الاتحاد، أنه يشعر بالأسى، ويشاطر الذين أصابهم الضرر في أرواحهم وممتلكاتهم في أمريكا، وكندا، وغيرهما بسبب الإعصار، وقدم عزاءه إليهم. ودعا إلى التعاون البناء بين الشعوب جميعاً على أساس العدل والرحمة والخير ودفع الضرر والعوز، وتقديم الخير إلى كل نفس إنسانية.
واعتاد الدعاة الإسلاميون في الوطن العربي تفسير الزلازل والأعاصير على أنها «غضب من الله على الإنسانية»، إذ في يناير 2016، ضرب زلزال بعض مدن شمال المغرب، وأرجع الدعاة هناك السبب إلى الذنوب. وقال الداعية المغربي رشيد نافع: «لاشك أنها كانت ذنوبا في السر، فما نقول في زمن فاضت فيه كبائر الذنوب حتى صارت تمشي في الطرقات، وتملأ الأسواق، وتتجول في كل المرافق والمؤسسات».
الداعية الإسلامي، محمد حسان، كتب في 8 يناير 2013، مقالاً في مجلة «عقيدتي»، يرجع سبب الزلازل، وما تعيش فيه البشرية من آلام إلى الذنوب: «الذنوب شؤم علينا في الدنيا والآخرة. وشؤم على الشعوب في الدنيا والآخرة. وشؤم على الأمم في الدنيا والآخرة. أقسم لكم بالله على منبر رسول الله لا تقع مصيبة في الأرض -مهما كان حجمها على المستوى الفردي أو الجماعي أو الأممي- إلا بسبب الذنوب والمعاصي، حتى ما يحدث ويسميه المتخصصون بغضب الطبيعة. حاشا وكلا. يقولون لك غضب الطبيعة. زلزال هنا وثلوج هنالك وبرد قارص هنا وحرارة شديدة هنالك. ويسمي بعض المتخصصون في الوسائل الإعلامية هذه الظواهر الطبيعية بقولهم غضب الطبيعة. حاشا وكلا. بل اصدق وقل غضب الله جل جلاله».