Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 5231 تاريخ الميلاد : 01/12/1970 تاريخ التسجيل : 18/12/2009 العمر : 53
| موضوع: شهادات من قلب "يوم الغضب" المصري الأربعاء يناير 26, 2011 7:41 am | |
|
من بين الدعوات للتظاهر في مصر يوم عيد الشرطة، الموافق الثلاثاء 25 يناير على الإنترنت ومن بين هتافات المتظاهرين وتصادماتهم مع الأمن يضعكم ياهو مكتوب في قلب الحدث.
فمع صباح الثلاثاء، وتواتر الأخبار على موقع تويتر بأن التظاهرة وصلت حتى مناطق شعبية لم تعد التحرك السياسي مثل منطقة بولاق الدكرور، تحركت من فوري إلى هناك، لأجد ما يقارب الـ200 متظاهر قادمين من شارع جامعة الدول العربية حيث تم التضييق عليهم وتفريقهم عن متظاهرين آخرين هناك.
رفع المتظاهرون شعارات تطالب بعيش كريم، ووزعوا على سكان المنطقة منشورات توضح رسالتهم ولماذا المتظاهر. انضم عدد حتى من الأطفال للمظاهرة فيما بقي الناس يشاهدون من بيوتهم وعلى جنبات الشارع.
وخرجت التظاهرة مجددا إلى شارع جامعة الدول العربية أحد أشهر محاور حي المهندسين الراقي بالجيزة، وسط سماح من قوات الأمن بمرورها. توقف المرور في شارع جامعة الدول العربية المتجه إلى ميدان مصطفى محمود. ومن هناك انضم آخرون للتظاهرة، التي توجهت بعدها إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز في طريقها للتحرير، بحسب منظمي المظاهرة. هنا، كان عدد المتظاهرين قد وصل إلى ما يزيد عن الخمسة الآف. يهتفون ضد نظام مبارك، ويدعون الناس للنزول من منازلهم ومشاركتهم.
خرجت التظاهرة إلى شارع التحرير الرئيس في القاهرة، وذلك بعد عدد من المواجهات البسيطة مع صفوف من جنود الأمن المركزي وقفت تمنع المتظاهرين من التقدم.
عند وصول التظاهرة قسم شرطة الدقي، كانت المواجهة الأكبر.
فوجئ قادة الأمن هنا بأن عدد المتظاهرين أكبر مما توقعوا، فهرع أحدهم لطلب إمدادات من قوات الأمن وصلت بوصول المتظاهرين عند كوبري قصر النيل، وذلك بعد عدة مواجهات قوية بين المتظاهرين وقوات الأمن.
كانت الرسالة الواضحة للمتظاهرين من منظميها، لا تشتبكوا مع الأمن، رغم أن عدد المتظاهرين فاق قوات الأمن.
وصلت التظاهرة، التي ضمت فتيات وأطفالا إلى جانب الشباب، إلى ميدان التحرير أخيرا، حيث هدفهم الالتقاء بزملائهم في تظاهرات أخرى تجمعت في ميدان عبد المنعم رياض القريب وأخرى في شارع القصر العيني.
كان الميدان فارغا تماما، المحلات مغلقة، وقوات الأمن مستعدة بسيارات إطفاء لرشّ المتظاهرين. في الأثناء، كان أحد الجنود داخل سيارته يلوّح للمتظاهرين ويشير لهم بيده مشجعا.
استجاب رجل سيارة الإطفاء لهتافات الشباب "سلمية سلمية"، فأجل رشهم بالمياه لبعدما تجمعوا. هنا، كان عدد المتظاهرين قد قارب الـ10 الآف. اشتباكات مع الأمن، وكر وفر. وجاء وقت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
قبلها، صعد شاب على سيارة إطفاء ليوقف رش المياه على المتظاهرين، فتبعه ضابط بلباس مدني، فوقعا من فوق السيارة التي أسرعت هاربة. أمسك المتظاهرون بالضابط، لكن الدعوات إلى عدم ضربه وشعار "سلمية سلمية" كان السائد، إلى ان اصطحبه بعضهم إلى خارج المكان.
يتحدث بعض المتظاهرين إلى الضباط الوقفين أمام صفوف من عساكرهم، "اسمحوا لنا بالمرور، قضايانا قضاياكم ونحن شعب واحد"، فيأتيهم الرد بالصمت. أحد الضباط في الطريق رد منزعجا في عصبية وهو يرى المتظاهرين يمرون "كده مش هينفع يا رجالة!".
وجاء رد الأمن فعلا هذه المرة، فأطلقت العشرات من القنابل المسيلة للدموع، وألقيت الحجارة على المتظاهرين، الذين رد بعضهم بإلقائها على الأمن. أصيب العشرات باختناق، وفقد البعض وعيه. استمر بعدها الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، الذين احتلوا بحلول المساء ميدان التحرير بأكمله، بأعداد بالالاف. يحتل المتظاهرون منطقة من شارع القصر العيني، ليعود الأمن ويضرب المتظاهرين بهراواته وخراطيم المياه وقنابل الغاز.
وعند الخامسة مساءً، فوجئ الشباب بقطع شبكات الهاتف المحمول وخدمات الإنترنت، وخدمات البلاك بيري في الميدان. توقفت وقتها إرسال الصور والفيديوهات المسجلة عبر الهاتف، وتوقف ارتباط المئات بأهاليهم والعالم الخارجي.
هتافات المتظاهرين التي ذهبت مباشرة باتجاه الرئيس المصري، تركزت في أغلبها على دعوته للرحيل للسعودية كما جرى مع الرئيس التونسي السابق، فيما دعت هتافات أخرى لكرامة وعيش كريم.
إغلاق الأمن الشوارع المؤدية للتحرير، ومنعهم تظاهرة أخرى في شارع القصر العيني من الوصول للتحرير، أبقى على الوضع هادئا في ساعات المساء. ما سمح للبعض بالحديث لقيادات الأمن محفزين إياهم على مساعدة المتظاهرين، وأنهم جميعا يخدمون قضية واحدة، لكن الردود دائما جاءت بالصمت.
مع هبوط المساء كان آلاف الشباب في التحرير، الميدان الأكبر في القاهرة، عازمون على بيات ليلتهم هناك كما وضح من الأغطية التي أحضروها للنوم عليها، آملين في أن "ينزل لناأهالينا ويشاركونا" بحسب أحد المشاركين، على وقع هتافات لم تتوقف: الشعب يريد تغيير النظام!
| |
|