بعد مضي أكثر من سبعة اشهر على نشر هذه القضية الإنسانية في جريدة الرأي الأردنية"ملحق الشباب" دون أي حل يساعد صاحبة هذه القضية.. وبعد اتصالات تلقيتها من صاحبة القضية بإعادة نشر القضية ولعدم قدرتي على نشرها مرة أخرى في الجريدة أقوم بنشرها للمرة الثانية في الفيس بوك بناءا على طلب صاحبة القضية وكلها أمل أن تجد من يساعدها..
لا أحد يستوعب هذه الحقيقة ولا يمكنه أن يصدق أن تقدم أم على عرض ابنتها الوحيدة للبيع.. فمن ذا يستغني عن فلذة كبده مهما كانت ظروف عيشه قاسية وصعبة! وكما يقال ''القطط تأكل أبناءها من شدة حبها لها''، فما بالنا بالإنسان بما حباه الخالق من عواطف وأحاسيس ومشاعر يصعب معها فراق أعزائه وأحبابه فكيف نتصور أن يتحجر قلبه وتتصلب عواطفه وتموت مشاعره لدرجة تجعله يتخلى عن أبوته وحنانه وعطفه وإنسانيته!
قصة ''هبة'' ابنة التسعة عشر عاما كما تحدثت بها إلى ''الملحق''.. تقشعر لها الأبدان ولا يسع أي إنسان تحمل سماع ورؤية هبة وهي تروي مأساتها الا ان يجهش بالبكاء ولا يدري ماذا يمكن ان يقدم لإنقاذ هذه الأم المريضة والتي ما زالت طفلة وابنتها ''ميسر'' الرضيعة التي لم تكمل السبعة اشهر ولم يزد وزنها عن الثلاثة كيلوغرامات!! وتعاني أمراضا مختلفة بسبب اعتمادها على الرضاعة من حليب امها الضعيف لعدم قدرة والدتها او والدها على شراء الحليب لها.
تقول هبة: منذ خرجت الى هذه الدنيا التي ظلمتني كثيرا وانا اعاني كل يوم وكل ساعة.. فوالدتي تخلت عني وانا لم اكمل الاربعين يوما من عمري وكأنها تتخلى عن قطعة من ملابسها.. عندما قام والدي بطلاقها والزواج باخرى.. فقام والدي بوضعي عند جدتي التي قامت بتربيتي حتى اكملت السابعة من عمري.. لكن بسبب مرضها وكبر سنها لم تستطع ان تواصل تربيتي؛ اخذني والدي الى بيته وقامت بتربيتي زوجة والدي.. ولم اشعر انني طفلة مثل كل الاطفال فكنت محرومة دائما من كل شيء.. حتى اهل والدي لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عني وهم لا يعرفونني اصلا.
وتواصل هبة حديثها وهي تضع ابنتها ''ميسر'' في حضنها تحاول جاهدة ارضاعها الا ان الطفلة لا تكاد تكف عن البكاء من شدة الجوع.. تقول: وتمضي الايام ووضع بيت والدي المادي يزداد سوءا ومتطلبات زوجته الاخرى واولاده الخمسة كثيرة.. فلم استطع اكمال دراستي وخرجت من المدرسة من الصف التاسع.. لاخدم في بيت والدي.. وعندما اصبح عمري سبعة عشر عاما قام اهلي بتزويجي من شاب لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما هو زوجي الآن وعشت في بيت صغير بالايجار.
وتضيف: كان زوجي عند بداية زواجنا يعمل حارسا لبناية لكن بعد اشهر قليلة ترك عمله واصبح عاطلا عن العمل ولم يجد أي فرصة ليعمل بها ويعيلنا.. وزاد الامر سوءا انني انجبت طفلا.. لكن بسبب عدم قدرتي على تربيته واطعامه بالاضافة لذلك بسبب سوء التغذية الذي اعاني منه اصبت بمرض الكبد الوبائي الذي لازمني لفترة طويلة وشفيت منه بحمد الله.. وامام وضعي الصحي السيئ وعدم قدرتي على تربية طفلي اخذته شقيقة زوجي لتربيته وهو الان لا يعرف انني والدته!
وأمام كل هذه الظروف لم نستطع انا وزوجي دفع ايجار المنزل فتركنا منزلنا لنعيش في منزل والد زوجي حيث قام بالعطف علينا واعطائنا غرفة ''متر في متر'' لا تكاد تسع غير حصيرة وفرشة واحدة أعيش عليها الان..
وتواصل هبة حديثها: بعد طفلي الاول انجبت طفلتي ''ميسر'' قبل سبعة اشهر.. ولقد عانيت كثيرا في ولادتها حيث اجريت لي عملية وتوقف قلبي ووصلت الى الموت وبحمد الله نجوت لاواصل العيش في هذه الحياة التي تظلمني دائما.. لتزداد مأساتي ولا أجد من يساعدني انا وزوجي العاطل عن العمل في توفير ثمن شراء حليب الاطفال لان حليب صدري لا يكفي اطعام طفلتي خاصة وانني ضعيفة ومريضة.. حتى اننا لا نجد من يساعدنا او يتبرع لنا بفوط لطفلتي!
وتضيف: للاسف الشديد اهل زوجي وضعهم المادي سيئ ولا يستطيعون مساعدتي انا وزوجي ويطلبون مني ان ألجا إلى اهلي ليساعدوني واهلي يريدون من يساعدهم.. حتى انني عندما وجدت ان طفلتي تعاني من الضعف الحاد ولا يزيد وزنها اخذتها الى المركز الصحي وبمجرد الكشف الطبي البسيط طلبوا مني مراجعة اخصائي اطفال وتحاليل ظنا منهم باحتمال اصابة طفلتي بشلل دماغي او سوء تغذية حاد ولا يدركون اني لا اجد ما اطعمه لطفلتي وهي تعاني بسبب الجوع ولا استطيع توفير اجرة طريق او من يساعدني لأخذ طفلتي للمستشفى او أخصائي اطفال حتى اصبحت اخشى عليها من الموت.
من اجل ذلك تصرخ ''هبة'' بأعلى صوتها.. ''قررت عرض طفلتي للبيع حتى انقذها من الموت ''الجوع''..!
ملاحظة: وأي إنسان كريم يريد مساعدة هبة يستطيع ذلك من خلال الايميل التالي helpheba@yahoo.com بناءا على طلب هبة التي لا تملك هاتف أو موبايل خاص.. وسيصل لهبة بإذن الله وجزاه الله كل خير..
