ممن نأخذ المعرفة...؟

ممن نأخذ المعرفة...؟
في هدوء الباحث العاقل الرشيد الذي يبحث عن الحق من أجل الحق تعالوا نفكر معا بصوت عال ودون انفعال فيما يحدث للشعوب العربية والإسلامية من أخطار مفتعلة ومنظمة ومقصودة ومن تلاعب العدو والصديق الدائم بها ــ وآسفا أن أقول والصديق ــ فإن الصديق في الحقيقة كثيرا جدا ما يتآمر مع هذا العدو ضد هذه الشعوب من أجل أن يحقق بعض المصالح الشخصية مستغلا للأسف الشديد منصبه في البلاد كواحد من صناع القرار له الحق أن يستمع له الشعب ويطيعه وينفذ أوامره وله الحق أن يجبره باللين أو بالقوة على مواصلة تحقيق مطالبه أو مآربه وله الحق أيضا أن يتهمه إذا لم يقوم بتنفيذها بالخيانة العظمى للدولة ومن هنا فإن هذه الشعوب العظيمة بدل أن تتعلم الحرية والعدالة والمساواة في بلادها فإنها تتعلم الجبن والنفاق والتبلد والإيمان بكل ما يراه صناع القرار في حياتنا وتتحسب وكأن هذه الشعوب هي الأخرى للأسف الشديد موالية لهذا العدو وهى تتواصل معه في خضوع واستسلام لدعم مصالحه في البلاد بسم المصلحة العامة للدولة وبسم الدولة للأسف الشديد تضيع ثروات ومقدرات هذه الأمة والشعب هو من يدفع الثمن وتتحسب أيضا أن هذه الشعوب لن تتحرك يوما أبدا لتحقيق مصالحها المشروعة في البلاد وستبقى تلك القوانين الظالمة لضربها واستمرار ضعفها وخلافاتها المكذوبة وتتحسب أيضا أن ثورة هذه الشعوب على تغيير الواقع الأليم في بلادها هو أمر شبه مستحيل ولكن هذه الشعوب العربية في الحقيقة ليست هي كما يتصورها صناع القرار في بلادنا حتى وإن كانت هذه الشعوب مجبورة على ما يحدث لها من خداع وتضليل وصامتة على ما يحدث لها من فتن وصراعات وتمزيق متعمد ومقصود وحياتها كلها شبه أكذوبة كبيرة فيما بينهم وبين صناع القرار في بلادنا ودائما ممزقين ومضطهدين ومهضوم حقوقهم ومغلوب على أمرهم ولكن هيهات .. هيهات أن يكون لصناع القرار في بلادنا السيادة والهيمنة على هذه الشعوب أبدا ولسوف تسترد هذه الشعوب وعيها وثقتها من جديد وترفض هذا الخضوع والاستسلام وترفض تلك السياسة المفروضة عليها منذ زمن بعيد ولسوف يحققون أحلامهم ومصالحهم المشروعة كأمة لها حق السيادة الشرعية على مصالحها ومقدراتها فلصالح من أيها الأحبة يقودنا في هذه الحياة رجلا قد ينشر فينا الفتن الدائمة والدسائس والأوبئة باسم السلام والتنمية ويفتعل فينا المشاكل المنظمة والتفريق المتعمد ونحن للأسف نهتف باسمه عاليا وننتظر منه يوما أن يحل علينا بسلامه ونمائه وهو للأسف لن يحل علينا يوما بالخير بل سيزيد فينا الدمار ..؟ لصالح من أيها الأحبة ألا نغير هذا الواقع الأليم والمشتت الذي تعيشه أمتنا كلها رغم خيراتها الوفيرة وشعوبها الكثيرة ورغم مورثها العظيم والضخم من العلم والمعرفة وادعائنا الدائم أننا نحافظ عليه وأنه محل فخرنا وشرفنا في الحياة إلا أننا في الواقع لا نحيا به كما ينبغي وكما ندعى وكما يجب أن يكون ونبدع دائما في ضربه وحربه على الملأ وفي الخفاء ثم نتظاهر بالآم ونصرخ لقد آن لنا الأوان أن نفهم أن القوة والعزة والفخر والشرف والتقدم الذي قد ننشده لأنفسنا لن يتحقق أبدا يوما مع كل هذه الإدعاءات الكاذبة والصادمة والمذمومة التي تعيش عليها هذه الشعوب منذ سنوات طويلة من التخلف والصراع والفقر والعجز رغم الخيرات الوفيرة للأمة والواقع أن العالم العربي والإسلامي لم يشهد له التاريخ من قبل أنه وقف مكتوف الأيدي يوما أمام أعدائه مهما كانت غطرستهم ومهما تعثرت خطواته للتقدم عليهم ولم يتوقف يوما أبدا عن الصمود والقيام بواجبه رغم كل التحديات والصعاب فبرغم كل ما نراه الآن من تفريق دائم وصادم لنا ورغم كل ما نراه من اختلافات حادة ما بين المتشددين والمفرطين من أمتنا والمدسوسة علينا ورغم كل ما نراه من تناقضات مدعومة ومقصودة في حياتنا سواء بأيدي مأجورة أو دخيلة علينا سوف ننهض بإذن الله تعالى وستظل أمة الإسلام هي أمة الوسطية والاعتدال رغم كيد الكائدين ومهما تواصل هؤلاء لضرب أوطاننا بعزم وقوة وبلا خوف ولا رحمة ومهما تغافلوا علينا وتآمروا على مصالحنا المشروعة ومهما أبهرونا بالكلام الإنشائي الجميل أحيانا والسيئ أحيانا أخري أو أحبطونا بالمراوغات والوعود والأماني الكاذبة ومهما حاولوا خداعنا بدعاوى التغيير والإصلاح والسلام والتنمية فإن كل هذه الدعاوى وغيرها هي إدعاءات كاذبة ومردودة علي أصحابها أيا كان شأنهم ومن يزعم التغيير والإصلاح والحب والقرب أو من يزعم السلام والتنمية التي يدعيها من يدعيها من أصحابها فهذه هي الحياة أمامكم جميعا كما ترونها جوفاء متناقضة مفككه لا تسر عدو ولا حبيب فأين الهمة وأين الحب وأين الإصلاح والتغيير وأين الصوت الظاهر أو الباطن الذي ينفعل حقا ويغير صدقا من واقع هذه الحياة بلا خوف ولا تردد ولا انتظار شكر من أحد ؟ لا نرى أثرا لأحد إلا ما رحم ربي ولماذا يصر هؤلاء المسئولون صناع القرار في حياتنا في حديثهم عن الواقع ألا يعيشون هذا الواقع بصدق وأمانة ولديهم دائما انفصاما في الشخصية يتكلمون عن أشياء والواقع دائما يقول أشياء أخرى كأنهم لا يبصرون ويصرون على أن يمارسوا فن التغافل علينا وعلى أنفسهم ؟ ساء ما يفعلون لماذا لا تكون لنا حياتنا الموزونة والمضبوطة بالحوار الهادف والمعتدل بلا غلو ولا تفريط لا أري هذا مستحيلا إلا أننا لا نعرف ما هو المهم وما هو الأهم ؟ وإنه لغبــاء منا جميعا أيها الأحبة أن نستمر هكذا نعيش على الأوهام الكاذبة دون تحقيق لأحلامنا ودون عقل واع منا يرمي عليه دائما هؤلاء المسئولون ضعفهم وأخطائهم وغطرستهم ويأخذوا منا جميعا خيراتنا وأحلامنا وحياتنا ونحن في النهاية ناس طيبين بسطاء لا حول لنا ولا قوة ولا نستطيع مواجهة أحد ونســخط ونتبرم دائما من الواقع الذي لا حيلة لنا فيه ولا شفاعة عندما نرى فيه إنسانا ظاهره ملتزما أو يدعي الالتزام وداخله إنسانا آخر منافقا أو مغتابا أو نرى إنسانا آخر ظالما أو نصابا أو جبارا وهم جميعا للأسف يمارسون علينا وعلى أنفسهم فن التغافل ثم ننسى أو نتناسى معا أن فوقنا جميعا من يرانا وهو الله سبحانه وتعالى وحدث ولا حرج عما يحدث بيننا وبين صناع القرار في حياتنا فما هو دور صناع القرار الحقيقي في بلادنا وما هو معيار حياتنا ...؟