Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 5231 تاريخ الميلاد : 01/12/1970 تاريخ التسجيل : 18/12/2009 العمر : 53
| موضوع: تفسير آل عمران ( 5 ) الأربعاء أغسطس 17, 2011 8:43 am | |
| – (قُلْ ) يا محمّد (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ) يعني اليهود والنصارى (تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ ) أقولها لكم (سَوَاء ) نتّفق نحن وأنتم فنجعل عهداً (بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) والعهد هو (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ ) وحده كما أمرنا هو بذلك على ألسن أنبيائه وكما جاء في الكتب السماوية (وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ ) في العبادة (شَيْئًا ) من المخلوقات (وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ) فلا نعبد المسيح ولا نقدّس الأحبار ولا الرهبان ولا نعظّم قبور الأنبياء ولا الكهنة ولا المشايخ لأنّ ذلك كلّه إشراك ولا يرضى به الله .
لَمّا نزل قوله تعالى في سورة التوبة {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} قال عديّ بن حاتم : "ما كنّا نعبدهم يا رسول الله " . فقال عليه السلام : "أما كانوا يحلّون لكم ويحرّمون فتأخذون بقولهم ؟" فقال : "نعم" ، فقال النبيّ : "هو ذاك" .
(فَإِن تَوَلَّوْاْ ) عنك يا محمّد ولم يسمعوا لقولك (فَقُولُواْ ) أنتم أيّها المسلمون مقابلةً لإعراضهم (اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) أي مستسلمون منقادون لِما أتى به النبيّ من الله .
65– اجتمع أحبار اليهود ونصارى نجران عند رسول الله فتنازعوا في إبراهيم فقالت اليهود ما كان إلاّ يهودياً ، وقالت النصارى ما كان إلاّ نصرانياً ، فأنزل الله هذه الآية (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ ) أي لِمَ تتنازعون وتجادلون فيه وتدّعون أنّه على دينكم (وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد إبراهيم بزمنٍ طويل وبعد نزولِها حدثت اليهودية والنصرانية (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) بطلان قولكم .
66 – (هَاأَنتُمْ ) يا معشر اليهود ، وكلمة "ها" تستعمل للعتاب والتعزير (هَؤُلاء ) الذين عبدوا العجل وعشتاروث وغيرها ثمّ تزعمون أنّ إبراهيم كان على دينكم فإنّ إبراهيم لم يكن مشركاً بل كان حنيفاً مسلماً ، ثمّ (حَاجَجْتُمْ ) أي جادلتم وخاصمتم (فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ ) من أمر موسى وعيسى وزعمكم أنّكم على دينهما (فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ) من شأن إبراهيم (وَاللّهُ يَعْلَمُ ) شأن إبراهيم ودينه (وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) حقيقة ذلك إلاّ ظنّاً منكم .
68 – (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ) يعني أحقّ الناس بإبراهيم من يقولون نحن على دينه (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) في زمانه ، وأصلها الذين اتّبعوه ، (وَهَـذَا النَّبِيُّ ) محمّد (وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) معه هم أولى بأن يقولوا نحن على دين إبراهيم لأنّهم يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئاً من المخلوقات (وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) فهو يحبّهم ويتولّى أمرهم .
69 – (وَدَّت ) أي تمنّت وأرادت (طَّآئِفَةٌ ) أي جماعة (مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) وهم اليهود الذين دعوا حذيفة وعمّاراً ومعاذاً إلى اليهودية (لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) عن دينكم إلى دينهم (وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ ) لأنّ آثام ذلك تعود عليهم (وَمَا يَشْعُرُونَ ) بذلك .
70 – (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ) يعني لِمَ تنكرون القرآن وتكذّبون به وهو منزّل من الله (وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ) أي تحضرون في مجلس محمّد وتسمعون تلاوته فترون أنّه مطابق للتوراة . 1
------------------------------------------------
1[وكذا الحجّة عليهم قائمة في عصرنا هذا ، فإنّ غالبيّة دول العالم تعلن آيات القرآن من إذاعاتها ، ووصل إلى قعر دورهم وهم مع ذلك مصرّون على رفض الإسلام والدخول فيه بل محاربته ، فتأمّل . – المراجع ]
| |
|