السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغالبية
العظمى من الشعب المصري وكل الشرفاء شاركوا بثورة يناير المجيدة وأيدوها
بأرواحهم ودمائهم وبأموالهم وكل فرد على قدر امكانياته في دعم الثورة لم
يبخل بقدرته ومجاله في الدعم والتأييد وانجاح ثورة يناير المجيدة التي كان
هدفها تطهير البلاد من الفساد والعدل والكرامة والعيش..
ولم يتحقق أياً مما سبق حتى الآن بكل أسف وحزن ومرارة..
ولكن
مسار الثورة انعكس فأصبح من شاركوا بثورة يناير للإصلاح يشاركون الآن
بدعوة للعصيان المدني وماهو إلا مزيد من الخراب والدمار لمصر واقتصادها
ومجتمعها ومزيد من الفرقة والشقاق بين جميع فئات الشعب المصري..
فحقيقة
الأمر أن الثورة قامت بإرادة الله سبحانه وتعالى - والله أعلى وأعلم -
وشارك بها من شارك وحاربها الفاسدون ولم يتدخل بها من لاشأن له..
وقد
استثمرت الصهيونية الأمريكية والإسرائيلية تلك الثورة العظيمة في تحقيق
مكاسب للصهيونية بالتعجيل بدمار وخراب مصر تمهيداً لاحتلالها كلية وتقسيمها
إلى 4 دويلات صغيرة حتى ينتهي للأبد تهديد أمن اسرائيل وحتى تسقط الأمة
العربية بالكامل وللأبد بلا رجعة..
فتسلل إلى الثوار الشرفاء والشعب
العظيم بعضاً من الخونة والعملاء عبدة الدولار والشيطان وخدام الصهيونية
بشعارات قوية وماهي إلا شعارات حق يراد بها باطل باطل باطل ولايجلب إلا
الخراب والدمار ومزيد من الفتن، وكل فتنة جديدة تعني دق مسمار جديد في نعش
مصر التي تحتضر منذ بداية حكم مبارك الفرعون الملعون..
وساعد على
انجاح المخططات والأهداف الصهيونية جهل الشعب المصري بالسياسة وتحكم عواطفه
على عقله الذي مسحه مبارك وبرمجه على السمع والطاعة والانسياق وراء القادة
كالبهيمة العمياء الصماء ولكن ليست خرساء فتلك البهيمة تهتف بما يريده
القادة وبصوت عال..
ومعذرة للتعبير القاسي المؤلم فقد كنت من ضمن
هؤلاء أسير وراء القادة أو ممن صنعوا من أنفسهم أبطالاً وهميين واستغلوا
نجاح ثورة يناير في البدء بتنفيذ مخططات الدمار والفتن والهلاك..
والفتن
كثيرة جداً والمخططات لاتنتهي وهناك بدائل وبدائل البدائل، فنتذكر جيداً
بعد نجاح الثورة مباشرة بدأت فتن البلطجة والسرقة والاختطاف والقتل
والاغتصاب، ثم الفتنة الطائفية والتي باءت بالفشل سريعاً لتلاحم المسلم مع
المسيحي على مر العصور، والعديد والعديد من الفتن التي تظهر كل يوم جمعة بل
كل يوم وكأن هناك من ينفخ في النار ويسكب عليها البنزين كلما هدأت أحوال
مصر..
وأشد وأخطر تلك الفتن هي الدعوة لسقوط الجيش.. فسار مع تلك
الفتنة من سار.. ولم يتدبر أحد ولم يدرك أحد أن الجيش هو العمود الفقري
والدرع الواقي لمصر، فلو سقط فسوف تسقط مصر جثة هامدة ولن تقوم بعدها
أبداً..
نعم.. الجيش أساء ادارة البلاد.. نعم.. الجيش أخر كثيراً
انتخاب رئيساً لمصر... نعم.. الجيش لم يعيد الأمن والأمان ولم يطهر البلاد
من الفساد ولم ينفذ القصاص في قاتل وفاسد واحد..
ولكن.. أتلك الأسباب كافية لاسقاطه؟!!
يجب
أن نلتمس له الأعذار فالمؤسسة العسكرية مثل أي مؤسسة أخرى بمصر، أفسدها
مبارك بالكلية، وهناك فاسدين بالجيش مثل أي جهاز ومؤسسة أخرى، ولكن ليس
معنى هذا أن كلهم فاسدين، فالجيش طبيعة عمله هو التدريب على القتال والتأهب
له والدفاع عن مصر وحدودها وأمنها بالروح والجسد وحتى آخر نقطة دم.. فهو
غير مؤهل للحكم، علاوة على اندساس فاسدين مبارك به..
لن أطيل،
لايعقل أن نسعى لاسقاط الجيش أبداً لأنه اسقاط مصر بالكامل، ولا يجب أن
نتجاهل اعلان المجلس العسكري وتأكيده وسعيه وعمله الفعلي على أرض الواقع
على تسلم السلطة إلى رئيس منتخب قبل يونيو 2012، وأكبر دليل على صدق
النوايا هو نجاح انتخابات مجلس الشعب في ظل ظروف أمنية واقتصادية واجتماعية
منهارة انهيار غير مسبوق وفي وسط النار والفتن والمؤامرت الصهيونية
خارجياً وداخلياً، فهذا عمل بطولي للجيش والمجلس العسكري لايقل عن بطولات
وانجازات حرب أكتوبر المجيدة..
واضح جداً لكل عاقل أن هناك من
يستعجل خراب مصر وسقوطها قبل الاستقرار واستغلال عصبية وجهل الغالبية
العظمى والرغبة في الانتقام لتحقيق اغراضهم الشيطانية الخبيثة والماكرة
لتدمير مصر تمهيداً لاحتلالها كما ذكرت..
ونأتي للدعوة للعصيان المدني... فمن دعا إليه؟ وما الهدف منه؟ وما نتيجته؟ ومن يشارك به؟!
من
دعا للعصيان المدني ماهم إلا عملاء وخونة صهاينة يسعون لربح مزيد من
الدولارات من الدول الصهيونية المستعمرة مثل امريكا واسرائيل وبعض الدول
العربية مثل السعودية وقطر وبعض دول الخليج التي تدمر مصر من أجل افشال
الثورة المصرية و التي يخشون من انتقال الثورة لتزلزل عروشهم العتيدة
العتيقة والتي يعملون على الحفاظ عليها لهم ولأبنائهم واحفادهم على حساب
الأمة العربية والتحالف مع الصهيونية العالمية..
والهدف من العصيان
المدني واضح لكل عاقل، ولمن لايفهم معناه فلايجب أن يشارك فيه، ولمن يريد
التأكد من الغرض منه وهو الخراب والدمار طبعاً فعليه أن يسأل أي محاسب عادي
أو أي خبير اقتصادي وسوف يتأكد أنه تم خداعه بشعارات براقة منسوبة لثورة
يناير والتي هي تصرخ وتنادي أنا بريئة من الخونة وأعداء مصر..
نتيجة
العصيان المدني لاتخفى على العقلاء وهو تدمير ماتبقى من اقتصاد مصر، ونسف
ماتبقى من وحدة اجتماعية ومزيد من الفتن و الشقاق والفرقة والخلافات بين
جميع فئات الشعب..
ويقود ذلك العصيان كما ذكرت العملاء والخونة
ويشارك به الجهلة والحمقى أو من يسعون للخراب والدمار لمصالح شخصية بحتة
لهم ولمن ينتمون إليهم ويؤيدوهم..
الحل؟
لايوجد سوى مواجهة
ذلك العصيان المدني بكل قوة، بالكلام والفعل والعمل، ولولا أني أخشى مزيد
من الفتن لقلت: نذهب للميدان نقاتل من يدعون للعصيان المدني لأنهم هم الطرف
الخفي الذي نبحث عنه جميعاً، ولكن يلتف حول الطرف الخفي هذا الكثير من
الجهلاء والحمقى وحسنين النوايا الذين تم خداعهم بشعارات ثورة يناير والتي
هي بمنأى عن الميدان الآن ومايدور به من أغراض خبيثة هادمة لأهداف ثورة
يناير بدون أدنى شك
وأختم بقولى: أيها المواطن المصري العاقل.. هل
فكرت للحظة واحدة ماذا تستفيد مصر من العصيان المدني وماذا تستفيد أنت
شخصياً أو أهلك وجيرانك وأقاربك سوى مزيد من دمار الاقتصاد والفقر
للبلاد؟؟!!!
اللهم بلغت اللهم فاشهد
