أشعل ريال مدريد ليلة أمس ثورة لم يشهد لها الدوري الاسباني هذا الموسم مثيلاً ، فاستطاع الفريق الملكي العودة من الخسارة 2-0 أمام إشبيلية ليفوز 3-2. المباراة كان فيها العديد من الإيجابيات التي تؤكد أن هذا الريال يستطيع تحقيق انجازات كبيرة للغاية.
أمر واحد فقط يجب الانتباه له ، فريال مدريد لعب بعشرة لاعبين وليس باحدى عشر بسبب غياب ريكاردو كاكا الذي كان بمثابة الحاضر الغائب. هذا الوضع جعلني أراقب اللاعب وحده دون المباراة لأندهش بما قام به من توكل على زملائه.
كاكا يوم أمس ، لم يحاول أن يراوغ في المناطق الحساسة وكان دوما يفضل التمرير لمارسيلو أو رونالدو ليكملا المغامرة بعيداً عنه...في إحدى لقطات الشوط الثاني كان كاكا على مشارف منطقة الجزء من الجهة اليسرى وكان يقابله لاعب واحد فقط من إشبيلية وبدلاً من أن يراوغه فضل التمرير بقوة مبالغ بها إلى رونالدو بأقصى اليمين والذي لم يكن في وضع مريح...هذا المشهد تكرر دوماً فكاكا اعتمد على الآخرين كثيراً.
هل كاكا غير مؤهل؟؟من يشك لوهلة بقدرات كاكا يكون لا يعرفه ولا يتابع كرة القدم ، هذا اللاعب استطاع الفوز بدوري الأبطال لوحده تقريباً بشهادة المحللين...فكاكا لوحده قادر على أن يقود ريال مدريد بشكل ناجح ولأدوار متقدمة أوروبياً ومحلياً لكن المشكلة لا تكمن في قدراته بل في ذهنيته.
التواكل وتاريخ طويل:لو عاد بنا الزمان لكأس العالم 2006 وقلنا ماذا تذكر لكاكا في المباريات المهمة مع فرنسا مثلاً؟ ... سنقول لا شيء...لو عدنا لنشاهد كيف لعب لوجدناه يلعب بنفس طريقة اليوم فكان كاكا في تلك المباراة حريص على ارسال الكرة إلى رونالدينهو وزي روبرتو بشكل مبالغ به دون أن يحاول لمرة واحدة.
عندما جاء رونالدينهو إلى الميلان ، بدأ الكلام على أن وجود رونالدينهو وكاكا معاً على أرض الملعب مؤثر للغاية ويجعل الفريق أضعف...البعض قال إن السبب رونالدينهو لكن بشكل أو بأخر فإن رونالدينهو لم يكن سبباً لأن خروج رونالدينهو لم يسعف الميلان كثيراً في الموسم الماضي وكان هناك اعتماد جديد من كاكا على باتو.
الحل؟بالتأكيد لاعب مثل كاكا بمهاراته وقدراته قادر على تخطي أي مشكلة كانت ، لكن الحل الآن ليس بيده بل بيد بيلجريني. فعل المدرب التشيلي أن يطالب كاكا بعمل ركض بالكرة لمسافة طويلة أثناء المباراة لمرة أو مرتين ليشعر كاكا أكثر بالثقة وأنه بامكانه عمل الكثير رغم وجود نجوم أخرين يتكل عليه.
الحل أيضاً يكمن بتخفيف حجم المساندة الكبير الذي يلقاه كاكا من حوله على الجهة اليسرى ، ولماذا لا يتم تحويله للجهة اليمنى حيث يجبر على اللعب قليلاً بالكرة حتى صعود سيرجيو راموس إليه.
