ما هو مفهوم السعادة الحقيقية؟ وكيف يمكننا التعامل مع المواقف الحياتية المؤسفة التي نمر بها جميعا؟ وكيف نستطيع التخلص من القلق الزائد؟ إليكم هنا 10 قواعد قد تجيب على هذه الأسئلة وتحقق لكم السعادة في حياتكم.
1. استكشف الحياة من حولك:
إبحث دائما عن متع جديدة، وأماكن لم تزرها من قبل. وهذه النصيحة ليست بالجديدة، فلطالما نادى الفلاسفة الإغريق بهذا الأمر، وخصوصا أفلاطون. إن أهم ما يمكننا استكشافه في العالم هو الطبيعة التي تحيط بنا من كل جانب. علينا أن نبحث ونفكر، فالأطفال يستكشفون العالم من حولهم كما يقوم البالغون أيضا بتحليل ما يمر بهم من أحداث، ولكي تعيش جيدا عليك أن تشارك في الحياة بفاعلية وهمة، وأن تستخدم المنطق في كل حين.فكلما فعلت هذا كلما زادت ثرواتك الروحية والنفسية.
2. لا تقلق أبدا حيال ما يقع خارج نطاق قدرتك:
تتمحور هذه النقطة حول قاعدة أساسية روحية قديمة، تعتمدها بعض الأديان والقناعات وهي تتمركز حول فكرة الإيمان بالقدر، وتعتبر هذه الفكرة علاجا نفسيا مريحا، حيث أنها تقنعنا بالكف عن جلد الذات والتوقف عن لوم أنفسنا حين لا نملك فعل الكثير تجاه أمر واقع. وتفرق هذه النظرية أيضا بين القليل جدا الذي يمكننا فعله لمنع حدوث أمر ما، وبين قدرتنا على التحكم بردود أفعالنا تجاه هذا الأمر، وهما حقيقتان مختلفتان تماما. وبالتالي، فإن تعرض أحدنا إلى كارثة طبيعية أو أصيب بمرض خطير، فإن معرفته بأن هذا الأمر خارج نطاق قدرته يمنحه السلام الداخلي ويمكنه من التعامل مع الموقف بصورة أكثر ايجابية.
3. ثمن صداقاتك:
فمثل هذه العلاقات الغالية لا تقدر بثمن وتحتاج إلى الكثير من الرعاية والعناية لإنجاحها والحفاظ عليها. ووفقا للعديد من الفلسفات الإغريقية والدراسات الاجتماعية، فإن الحاجة إلى التواصل الاجتماعي هي حاجة أصيلة في النفس البشرية، فالأفراد يشعرون بأهميتهم ضمن جماعات، والبشر بالذات لا يستطيعون العيش دون وجود روابط قوية تربطهم بمن حولهم، ولا توجد أية كمية من الأموال أو الشهرة أو غيره بإمكانها أن تعوضنا عن فقدان الصداقة الحقة في حياتنا.
4. اختبر المتع الحقيقية:
تجنب الملذات العابرة والضحلة، وحافظ على البساطة في أسلوب حياتك. وابحث عن المتع الهادئة التي تسهم في توازنك النفسي. فجميعنا في هذه الحياة نسعى إلى المتعة بمختلف أشكالها.لكن بعض المتع التي نمر بها تكون ملذات سطحية وغير حقيقية وعادة ما تخلف وراءها شعورا بالذنب أو عدم الرضى، لذا ابحث دوما عن الملذات الحقيقية في الحياة، وتلك الأمور الراقية التي تمنحك شعورا دائما بالسعادة والاستقرار النفسي.
5. تغلب على ذاتك:
إن فن السيطرة على الذات ليس بالأمر السهل. فمن المهم ألا تدع أية أفكار أو قوى خارجية تملي عليك تصرفاتك ونمط حياتك. فالحرية الكاملة بحاجة إلى التغلب على الصراعات الداخلية وتغليب الفكر الذاتي لكن دون اللجوء إلى خداع أنفسنا. فقد عرف الفلاسفة الإغريق منذ القدم كيف يميل البشر إلى تغليب الحوار الداخلي الذي يصب في مصلحتهم على غيره من الحوارات، وكيف يميل الأشخاص بطبيعتهم إلى تصديق الأمور التي يحبونها أكثر من الحقائق التي لا تقبل الشك مما يجعل أحكامهم مشوشة وتصرفاتهم أنانية. وأكبر دليل على هذا أننا نميل جميعا إلى الإلقاء باللائمة على الظروف المحيطة كلما فشلنا في تحقيق هدف ما بدلا من الاعتراف بفشلنا فيه.
6. تجنب الإفراط في كل شيء:
عش حياتك باتزان وتناغم. فالإكثار من كل شيء بما فيه الأمور الجيدة في الحياة قد ينقلب إلى الضد، وقد يولد البؤس والمعاناة. وقد أشار قدماء الإغريق إلى هذا الأمر بوصفه الحل الأوحد لمعضلة الحياة. وهم قد أدركوا أيضا أن التطرف يولد الندم، ويفضي إلى نتائج مدمرة وبائسة.
7. كن إنسانا مسئولا:
كن صادقا مع ذاتك في كل الأوقات وتحرى الدقة في كل ما تقوله أو تؤمن به. حاول الحفاظ على نقاء روحك. توقف عن تحميل أخطائك وتقصيرك للآخرين، وتقبل عيوبك كما تتقبل مزاياك. وتعلم أن الشجاعة تكمن في الاعتراف بالخطأ وتحمل العواقب التي تجرها علينا المواقف العديدة التي نمر بها في الحياة.
8. لا تجعل المال يأسر عقلك:
لا يسعنا إنكار أهمية المال في حياتنا جميعنا، لكنها أداة وليس غاية. فالكثير من الأشخاص تسببت الأموال في جعلهم يفقدون الكثير من حكمتهم ومصداقيتهم. كما أن مفهوم الغنى يختلف من شخص إلى آخر، فهو يعني بالنسبة للبعض تجميع المزيد من الأموال يوميا، بينما قد يعني للبعض الآخر شراء العقارات والأراضي، وينظر غيرهم إليه باعتباره منصبا حكوميا هاما أو صيتا جيدا. وبكل الأحوال فالغنى يتطلب مقدرا كبيرا من الحكمة وحسن التصرف، فلا جدوى من أن تكون غنيا دون عقل.
9. لا تضمر الشر لأحد:
إن القيام بأفعال شريرة تجاه الآخرين عادة مدمرة ويسهل الاعتياد عليها، فالأشخاص الذين يقومون بذلك يبرعون في إيجاد تبريرات مقنعة لتصرفاتهم المضرة بالمحيطين، لكن فعل الشر يضر بالطرفين الفاعل والمتلقي ولو على المدى الطويل. لكن للأسف فإن مجتمعاتنا هذه الأيام تقوم على المنافسة الشديدة والعنف واقتناص الفرص، مما يعني حاجتنا إلى الصعود على أكتاف الآخرين لتحقيق مآربنا. ورغم لجوئنا إلى تفسير العديد من تصرفاتنا السيئة ضمن مفاهيم الانتقام والمعاملة بالمثل وما إلى ذلك، إلا أن الحقيقة تبقى أننا نميل بطبعنا إلى إلحاق الأذى بالآخرين وأن لدينا جميعا نوازع شريرة يجب التغلب عليها. ونخطئ إن اعتقدنا أن إلحاق الأذى بالآخرين لا يحمل العديد من المشاكل النفسية والمجتمعية والثقافية التي يظهر تأثيرها علينا بمرور الوقت.
10. عامل الآخرين بلطف لتحصل على الامتنان والثواب:
إن مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم من العادات الجيدة التي تستحق الدعم والتشجيع. كما أن مساعدتنا لمن حولنا يجلب السعادة إلينا أيضا، فانعكاساته تمتد لتشمل المستفيد والمعطي، وتشعرنا بالرضى عن أنفسنا أيضا. كما يمكن النظر إلى الأفعال الجيدة التي نقوم بها في الحياة كاستثمار طويل الأمد نوفر به لأنفسنا دعما نفسيا يجعلنا على يقين بأن أولئك الذين ساعدناهم سيعاونوننا يوما ما حين نكون بحاجتهم حقا.