أذاع راديو جيش الدفاع
الإسرائيلي تصريحًا خاصًا لبنيامين فؤاد بن إليعازر الصديق المقرب وضابط
الاتصال الإسرائيلي من قبل الجهات الإسرائيلية بالرئيس المصري المخلوع
اعترف فيه علانية بأنهم كلفوه في تل أبيب في يوم 12 فبراير 2011 بمهمة غاية
في الخطورة والأهمية وهي مهمة تقديم إسرائيل حق اللجوء السياسي لعائلة
صديقهم الاستراتيجي حسني مبارك وبحث سبل نقله سرا من شرم الشيخ في جنوب
سيناء إلي مدينة إيلات الملاصقة لطابا المصرية حيث كان الوقت لا يزال ممكنا
بدعوي أنه مريض ويحتاج متابعة طبية عاجلة.ويذكر ان فؤاد بن إليعازر ولد في
12 فبراير 1936 بالبصرة بالعراق ويعتبر العضو البارز في حزب العمل
الإسرائيلي ووزير البنية التحتية الأسبق وقت توقيع اتفاقية الغاز المشبوهة
مع مصر.
وفي يوم الأحد الموافق 13 فبراير 2011 خرج مبارك ومن معه
بالأمس من العاصمة التي حكمها بالحديد والنار لمدة 30 عاما إلي شرم الشيخ
وهناك وطائرة عامودية إسرائيلية مدنية ترسل اتصالا لبرج المراقبة في مطار
شرم الشيخ الدولي تريد الإذن لها بدخول الأجواء المصرية ويسأل البرج قائد
الطائرة عن حمولة الطائرة ومن عليها من الشخصيات وسبب الزيارة فيرد قائدها
أنه لا يوجد معه حمولة سوي شحنة صغيرة من لحم كبد الأوز هدية للرئيس المصري
المخلوع وأن الركب الطائر يضم السياسي الإسرائيلي بنيامين بن إليعاز
المعروف أنه الصديق الشخصي لحسني مبارك وعلي الفورقرر عقب الكشف عن من
بالطائرة السماح لها بدخول الأجواء المصرية .
وبن
إليعازرفي مهمة رسمية عسكرية وهو إبلاغ الرئيس المصري المخلوع وعائلته أن
الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
قد عقدوا جلسة مصغرة في تل أبيب مساء 12 فبراير 2011 واتخذوا قرارا
بالإجماع بتحمل مسئولية منح الرئيس المصري وعائلته حق اللجوء السياسي
الكامل لدولة إسرائيل مع تحمل مسئولية حمايته وعائلته والدفاع عنهم ضد أي
مخاطر خارجية حتي لو كانت من جانب مصر.
ومصر علمت بعدها
بحوالي 30 دقيقة من مصادرها الخاصة بكل القصة حيث تبين أن الحكومة
الإسرائيلية أبلغت قبلها بساعات قليلة كل المطارات الإسرائيلية وكذلك بوابة
الحدود علي الجانب الإسرائيلي لإيلات بضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات
لاستقبال الرئيس المصري وعائلته سواء عن طريق البر في سيارات أو عن طريق
الجو في طائرة خاصة وأن وحدات تأمين من القوات البرية والخاصة والمدرعة
الإسرائيلية قد هرعت لإيلات وأصبحت مستعدة بالقرب من البوابة وهو ما تم
رصده بسهولة من أبراج المراقبة المصرية الدائمة فوق جبل طابا أعلي نقطة
الحدود المصرية الأخيرة.
ومن تل أبيب تتوافد معلومات أخري
تكشف هوية من بالطائرة وحقيقة الدور القادم فيه بن إليعازر فترسل القاهرة
اتصالا بقصر المخلوع تخبره فيه أن مصر علي علم تام بما يدور وأنه لابد أن
يتصرف بحكمة وفي ذات الوقت تصدر الأوامر بمنع كل الطائرات المصرية الخاصة
الموجودة بكل المطارات المصرية من الإقلاع دون إذن أبراج المراقبة .
وطلب
بن إليعازر من مبارك أن يمثل أنه مريض بشدة ويحتاج عناية طبية سريعة
ويخبره أنهم أخذوا وعدا خاصا من الإدارة الأمريكية بمساعدة ومساندة إسرائيل
في قرارها الشجاع بشأن منح حق اللجوء السياسي له ومبارك يستمع لكل الكلام
ويعلن لـ"بن إليعازر" أن الخطة لن تنفع وعندما يسأله بن إليعازر عن السبب
لرفضه حيث أنها آخر فرصة لنجاته من مصر يكشف له مبارك أن كل ما قاموا به من
تخطيط القاهرة أبلغته شخصيا به قبل وصول بن إليعازر وبعدها بدقائق يودع
مبارك عائدا لطائرتهم الرابضة علي مهبط الطائرات في شرم الشيخ وهو يبكي في
حضن مبارك بحرقة.