المثير في طبيعة نوم المرأة هو اكتشاف الدراسات أن جسمها يحصل على جودة نوم افضل من الرجل. وهذه الميزة الفيزيولوجية الطبيعية مهمة لحياة المرأة والحفاظ على صحتها وعافيتها، وذلك نظرا الى مرورها بمراحل عديدة ترافقها اضطرابات في طبيعة النوم والارق وقلة ساعات النوم.
مع البلوغ
يبدأ كل شيء مع نزول الطمث لدى الفتاة شهريا. فبعد البلوغ وبدء الدورة الشهرية، تشتكي كثير من الاناث من الشعور المستمر بالنعاس والنوم ساعات اكثر خلال الاسبوع الذي يسبق نزول الطمث، بينما تشتكي اخريات من الارق خلال الاسبوع ذاته. وخلال فترة نزول الطمث، تشتكي بعضهن من النعاس وكثرة النوم بينما تشتكي اخريات من الارق وقلة النوم. ومن الوارد أيضا أن تختلف شكوى السيدة بشكل شهري، وذلك طبقا لتركيز هرموناتها خلال الشهر وايضا مع تقدمها في العمر، مما يدل على ان طبيعة النوم تعتمد على اتزان هرموناتها وتغيير تركيزها في الجسم. ويستمر التغيير في طبيعية النوم مع استمرار تغير تركيز هرمونات المرأة الانثوية خلال مرورها بكل دوره شهرية (28-30 يوما). ويتكرر ذلك الى ان تصل الى سن انقطاع الطمث.
أثناء الحمل والولادة
تشتكي كثير من السيدات من التعب والارهاق والنوم لساعات طويلة اثناء اول ثلاثة اشهر من الحمل. ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة الشكوى من الارق وصعوبة النوم وتكرار الاستيقاظ من النوم للذهاب الى الحمام. وطبعا، تزداد مشاكل النوم مع تقدم الحمل نتيجة لتغير تركيز الهرمونات وزيادة الوزن وانزعاج الحامل من الثقل الذي يسبب عدم معرفتها للوضع المريح للنوم.
وبعد الولادة، تمر المرأة بمرحلة جديدة من قلة النوم، خصوصا لو كانت ترضع الصغير طبيعيا. فتحتاج الى الاستيقاظ كل فترة للرضاعة والعناية بالمولود، وان تستيقظ في الصباح لتباشر القيام بأمور حياتها ورعاية اسرتها، مما يسبب حصولها على ساعات نوم قليلة. ومع تقدم عمر الطفل، يختلف معدل الساعات التي تنام فيها الام على حسب عدد اطفالها ونشاط عائلتها وحاجتهم للرعاية ولطبيعة عملها ايضا. وبشكل عام، فان معدل نومها يتراوح ما بين خمس الى سبع ساعات مع قيلولة في وقت العصر.
بعد انقطاع الطمث
تدخل السيدة التي تعدت عمر الخمسين في مرحلة صعبة من حياتها، وهي مرحلة انقطاع الطمث. وتختلف شدة اعراض هذه المرحلة من سيدة الى اخرى، فالتغيرات الهرمونية التي تحدث في اجسامهن تسبب الارق وقلة النوم والاستيقاظ المبكر وتكرار هبات الحرارة، وقد تستمر هذه المعاناة لسنوات. وقد بينت الدراسات فائدة تناول من يعانين من الارق وصعوبة النوم لأعشاب تساعدهن على النوم او المكملات الغذائية (الميلاتونين) او حبوب منومة حتى تساعدهن في الحصول على عدد ساعات نوم كافية.
