السلام عليكم
بعد
الأحداث المخزية التي حدثت أمس بعد مباراة الأهلي والمصري ببور سعيد,
والهجوم على لاعبين وجمهور الأهلي وقتل حوالي 74 منهم واصابة المئات..
وبعد متابعتي لجلسة مجلس الشعب الطارئة والاستماع جيداً لكل عضو..
وقد
أجمع أعضاء المجلس على تحميل المسئولية كاملة للمجلس الأعلى للقوات
المسلحة والدكتور جمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء، وأجمع النواب على ضرورة
اقالة وزير الداخلية ومحاكمته..
تأكد لي مايلي..
السادة
أعضاء البرلمان يتصرفون كأي مسئول سابق بحكومة مبارك، وهو البحث عن كبش
فداء عند حدوث مصيبة كبيرة ومهاجمته وتقديمه للعدالة وكأنه المسئول الوحيد،
وكأن مصر عزبة يديرها خولي واحد فقط هو المسئول الأول والأخير ولايهم من
فوقه ولامن تحته ولا الظروف التي أدت لحدوث المصيبة والكارثة
فكل
عضو برلماني حاول اثبات وطنيته ومساندته للثورة وتضامنه مع قتلى ومصابي
الحادث الهمجي فقط بمهاجمة الحكومة ووزير الداخلية، وكأنهم كما ذكرت يمثلون
الحاكم الأوحد البيروقراطي الديكاتوري الذي بيده مفاتيح الحكم كاملة..
والسطحية هنا تكمن في أنهم لم يفكروا ولو للحظة واحدة ماذا بعد؟!
فماذا
يريدون تحديداً بعد اقالة الجنزوري ووزير الداخلية؟ هل يظل المنصب شاغراً؟
هل هناك الأفضل؟ وأين هو ومن هو؟ وهل أداؤه أفضل ممن سبقه؟؟
أم مجرد هجوم وطلب اقالة وكأن تلك هي القضية ومفتاح حل مشاكل مصر: الاقالة فقط وبدون بديل أكفأ؟؟ انها حقاً سطحية غبية جداً..
يجب
أن نراعي عدة أمور أهمها ظروف البلد من ثورة يناير للتطهير والثورة
المضادة لمحاربة التطهير واستمرار الفساد، وهناك عوامل خارجية وتدخلات
ومؤامرات تديرها اسرائيل وأمريكا والغرب والسعودية وقطر والكثيريين مما
يهمهم وأد الثورات العربية واستمرار احتكار الحكم على عملاء اسرائيل
وأمريكا فقط وقطع رقاب معارضي الصهيونية مثلما حدث لصدام حسين والقذافي..
ونحن
لم نسقط النظام بعد، فهناك مبارك يدير الدفة من المركز الطبي الخمس نجوم
ويطيعه رجاله الفاسدون الذين يحمون الفساد والصهيونية لمصالحهم الشخصية فقط
على حساب مصر ودماء وأرواح شعبها وشباب الثوار الشرفاء ودس فيهم الخونة
والعملاء حتى يتوه الحق وتنتشر الفوضى الخلاقة ويشك الشعب في الثورة
وشبابها الشرفاء الأصليين..
وهناك عامل هام جداً وهو أن الشعب
المصري ومعظم مثقفيه والمسئولين به معلوماتهم السياسية زيرو وتكاد تكون
بالسالب، وهذا ما سعى إليه مبارك وزوجته وعائلته ونظامه بالكامل على مدى
ثلاثة عقود كاملة محى فيهم العقلية والشخصية المصرية وشغلهم بالبحث عن
الهروب من المعتقلات والبحث عن رغيف عيش ومأوى لهم وكأن الشعب المصري مجرد
أرانب تعيش لتأكل وتشرب وتختبئ من الصيادين المتربصين اليقظين القادرين على
فعل أي شيء وفي أي وقت يشاءون بدون رحمة ولا عدل..
وهو قانون الغابة القوي يأكل الضعيف وعلى الضعيف أن يختبئ ويحمي نفسه
ولايظهر علانية وإلا سوف يتم اصطياده والتهامه بلا رحمة ولا رأفة..
وتدمير
مبارك وسوزان وأتباعهم من وزراء التربية والتعليم السابقين لعملية التعليم
في مصر تدميراً شاملاً وكاملاً متعمداً ومخططاً ومدروساً كان أيضاً تحسباً
لتلك الظروف التي نجد فيها أن الشعب المصري جاهل، ولايمكنه التفكير في
حاجة اسمها سياسة ولا حتى تعلمها لأنه تمت برمجته على هذا من نعومة أظافره
حتى دخوله قبره محمولاً على الأعناق..
اخواني.. المسئولية تقع على
الجميع الآن، فبعد تنحي الملعون مبارك في 11 فبراير وبدأت الفرقة والخلافات
تدب وبقوة في جميع فئات الشعب من ثوار وقادة واحزاب وجماعات وحركات
وائتلافات وحتى المواطن العادي أصبح سلبي ليس له رأي واضح ولاقرار ولا هدف
يتمسك به..
وللأسف تحدث مليونيات كل يوم جمعة ع الفاضي، بدون اتخاذ
قرارات فاعلة وحاسمة، وبدون تحقيق الهدف الأهم وهو توحيد الصفوف،
فالاختلافات فرقت جمع وشمل وهدف الثورة والثوار فأصبحت الثورة المضادة أقوى
لأن أهدافها معروفة ومعلومة وهو التدمير والخراب وافشاء الفوضى والرعب
والخوف وانعدام الأمن والأمان وضرب الاقتصاد والانتاج الخ الخ...
أما
أهداف الثورة الحقيقية فقد ضلت الطريق بعد الانشقاقات التي حدثت في صفوف
الثوار والشعب وكل الشرفاء والتي سببها هم أنفسهم مما أتاح الفرصة للعملاء
والخونة والفاسدين بالامساك بزمام الأمور وأصبحنا نتصرف كردود أفعال ولسنا
أصحاب الشأن..
الحل هو توحيد الصفوف، ثم القضاء على مبارك والفاسدين بفندق طره تماماً..
وبدون
هذين الشرطين سوف نظل هكذا آلاف الأعوام بدون أي نتيجة ولاتقدم فعلي على
أرض الواقع، ولن تنهض مصر أبداً حتى يتم استئصال الأورام السرطانية
بالكامل..
عندئذ سوف نحقق الديمقراطية والحرية والعدالة، ونصبح دولة
مؤسسات، وكل مسئول سوف يحاسب بحكم موقعه وأدائه في وظيفته، أما الآن نحاسب
وزير الداخلية على أحداث شغب مخططة، فأنا التمس العذر له بكل تأكيد..
أتدرون لماذا؟
عندما كانت تتدخل الشرطة بأي تجمع كان ماكان، كان
يفهم على أنه للقضاء على الثورة ومن ثم يهم الجميع بمحارية وقتال الشرطة
ومحاولة حرق وزارة الداخلية..
فقررت الشرطة الامتناع عن فض المظاهرات والاحتكاك بالشعب نهائياً إلا لتطبيق القانون، وهذا ماحدث بأحداث أمس
فلو
كان شرطي واحد أطلق رصاصة واحدة لكان كل من هب ودب يهتف ضد الداخلية
ووزيرها ويلقي بقنابل المولوتوف على مبنى وزارة الداخلية لحرقها
فماذا يريد الشعب من الداخلية بالضبط؟؟
اللهم بلغت اللهم فاشهد