قد تكون حريصاً على تناول الأصناف الغذائية، والمفيد من الطعام والشراب، وقد تكون ممن يمارسون الرياضة بانتظام بهدف تخفيف وزنك أو للاحتفاظ بلياقة بدنية، لكن الدهون والشحوم لا تزال تزنر خصرك وتتوزع بين بقية أنحاء جسمك، في حين أن وزنك لا يزال يراوح مكانه.. فما الحكاية؟
الجواب بسيط جداً.. فهناك تصرفات صغيرة ربما تمارسها بصورة تلقائية ومن دون انتباه، لكن يفترض بك أن تعيرها اهتمامك وتفتح عينيك جيداً على حقائق الأمور حتى لا يقال إنك تضحك على نفسك. ويقول خبراء التغذية إن هذه الممارسات الصغيرة وغير المهمة في نظر الكثيرين قادرة على تدمير أي برنامج لتخفيف الوزن. وفي ما يلي بعض هذه الممارسات:
كون المقبلات والمخللات صغيرة الحجم لا يعني أنها غير محمّلة بكميات هائلة من السعرات الحرارية والأملاح، مما يفرض عدم الإسراف في تناولها ويستحسن من الناحية الغذائية اعتماد ما يسمى «نظرية الواحد»، أي الاكتفاء بقطعة أو ملعقة واحدة من كل صنف موجود على المائدة، وفي حال وجود أصناف كثيرة، فالأفضل السيطرة على الشهية والاكتفاء بالقليل.
السلطة
كثيرون يعتقدون أن تناول طبق من سلطة الخضروات أفضل قرار يتخذونه.. هذا صحيح، لكن السلطة المفيدة جداً يمكن أن تتحول خلال لحظات إلى قنبلة غذائية متفجرة بالأضرار، بمجرد إضافة مرقة التوابل Dressing إليها كما تقول خبيرة التغذية الأميركية د. جوي بوير في كتاب من تأليفها بعنوان: الطبخ.. فن وعلم وإلهام.
وتنصح هذه الخبيرة بوضع مرقة التوابل في وعاء منفصل عن طبق الطعام، وبالتالي التحكم في الكمية المضافة، لكن الحل الأفضل هو الاستغناء نهائياً عن هذه المرقة ونستبدل بها مزيجاً من الخل وزيت الزيتون وعصير الليمون.
أماكن العمل
كثيراً ما يقوم العاملون بإحضار قالب كيك إلى المكتب أو إلى مكان العمل بمناسبة سعيدة.. عيد ميلاد.. خطوبة.. زواج.. الحصول على ترقية، وغير ذلك الكثير، وتفرض المجاملات أن تشارك صاحب المناسبة فرحته، فتتناول قطعة من ذلك القالب الشهي.
ليست هناك مشكلة حتى ولو كنت منتظماً في برنامج لتخفيف الوزن، لكن بشرطين الأول أن تكون القطعة صغيرة، أما الشرط الثاني فهو ألا تفتح هذه القطعة الطريق أمام غيرها في أي وقت من ذلك الأسبوع.
تقول د. بوير إن برامج الحمية وضعت لإرشاد الراغبين في تخفيف أوزانهم وليست دستوراً غير قابل للتغيير، ما دمت تلتزم بمضمون هذه البرامج بنسبة %90 من الوقت، وبالتالي لا مانع من أن تتجاوز القواعد في حدود %10 من الوقت.. هذه النسبة ضرورية إذا كنت حريصاً على تحقيق النتائج المرجوة.
التلفزيون
الإفراط في الجلوس أمام التلفزيون لا يسبب الخمول ومجموعة كبيرة من الأمراض فقط، بل يساهم أيضاً في ما يسمى الأكل الطائش.. فمن هو «السوبرمان» الذي يستطيع الجمع بين متابعة كل كلمة وكل حركة في برنامج أو مسلسل مشوق والانتباه لما يأكل أو يشرب؟
توصي خبيرة التغذية في كتابها بالفصل الكامل بين غرفة الطعام وغرفة التلفزيون، وفي حال عدم وجود غرف كافية للإثنين، فالنصيحة هي عدم تناول الطعام ومشاهدة التلفزيون في وقت واحد مهما كانت الأسباب.. فإذا كنت حريصاً على متابعة ما يقدمه التلفزيون ولا تستطيع الانتظار، فالأكل يمكن أن ينتظر، أما إذا كان الجوع هو الغالب فالواجب يفرض إعطاء التلفزيون إجازة مؤقتة، ريثما تنتهي من تناول طعامك.
الفطور
كثيرون يهملون تناول وجبة الفطور، إما بسبب التأخر في الاستيقاظ صباحاً، وبالتالي لا يتبقى وقت للأكل، لأن وقت المدرسة أو الجامعة أو العمل لا يقبل التأجيل.
يعتقد هؤلاء أن في الإمكان التعويض عن الفطور بوجبة غداء كبيرة، وهذا خطأ كبير، لأن الدراسات والأبحاث الطبية تؤكد أن تناول الفطور في الساعة الأولى بعد الاستيقاظ يحفز عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويمنع الإسراف في الأكل في وقت لاحق.
تقول خبيرة التغذية لمن يفضل تناول وجبة كبيرة عند الظهر أن يكثر من الأصناف المفيدة صحياً والغنية بالبروتينات، فهي كفيلة بإبقاء الإحساس بالجوع تحت السيطرة.
مع الأصدقاء
أمر طبيعي أن نحب تناول الطعام بين وقت وآخر مع الأصدقاء أو زملاء العمل في المنزل أو في أحد المطاعم، وهو ما يسمى الأكل الاجتماعي، لكن المشكلة مع مثل هذه التجمعات التي يكون الأكل محورها وأساسها، هي أن الغالبية تنسى القواعد الصحية الرئيسية والمتمثلة بعدم الإسراف في الأكل وباختيار الأصناف الصحية وحدها.
ففي المطاعم يتعمد الطباخون إضافة كميات زائدة من الملح والسكر والدهون لجعل مذاق الطعام أكثر قبولاً.
تنصح خبيرة التغذية كخطوة أولى باستبعاد سلة الخبز عن المائدة ومن ثم البدء بطبق سلطة الخضار، فهي كفيلة بملء القسم الأكبر من المعدة وبعدها تناول قطعة لحم قليلة الدهون أو سمك أو دجاج أو ديك رومي مشوي.
تخزين المأكولات
يتوجب على من يريد تخفيف وزنه عدم تخزين الكثير من الأصناف والمواد الغذائية في منزله، والاكتفاء بتخزين كميات قليلة من الأصناف والمواد الصحية وحدها.
تقول الدكتورة بوير: قد تكون حريصاً على تناول وجبة صحية، لكن بعد العودة من العمل ربما تجد صعوبة في إعداد وجبتك المفضلة بسبب ضيق الوقت وإحساسك بالجوع، فتلجأ إلى أقرب الأصناف وأكثرها سهولة في الإعداد، لذلك يجب عدم تخزين أي صنف «فيه شبهة» حتى لا تقع في المحظور.
النصيحة التي تقدمها خبيرة التغذية هي أن تخزن في الفريزر بعض الخضروات المثلجة فهي للعلم تحتوي على الخصائص الغذائية ذاتها تقريباً كما لو كانت طازجة.
الوجبة المثالية هي خضروات مسلوقة إلى جانب قطعة مشوية من السمك أو الدجاج أو الديوك الرومية.
المتزوجون
معظم المتزوجين يحرصون على تناول الطعام معاً ويعتبرونه دليلاً على السعادة الزوجية والانسجام بين الزوجين، لكن خبيرة التغذية الأميركية تحذر الزوجات بالذات من أضرار مماشاة الزوج في ما يأكل، فأجسام الرجال كما تقول أكثر عضلات من أجسام النساء، وبالتالي فهم في حاجة لسعرات حرارية أكثر من حاجة النساء، كما أن الرجال في الغالب يميلون أكثر من النساء لتناول الأصناف الدهنية والنشوية، فإذا كانت الزوجة تريد مواصلة الأكل حتى انتهاء الزوج فقل وداعاً للحمية، ولكل برامج تخفيف الوزن.
يبدأ الحل بأن تدرك المرأة هذه الحقائق، وبالتالي تحرص على تناول ما يحتاج إليه جسمها فقط، والتوقف عن الأكل بعد ذلك مباشرة أو التباطؤ في الأكل حتى ينتهي الاثنان معاً من تناول الطعام.
وجبة ليلية
ليس هناك أسوأ وأكثر ضرراً من تناول الطعام في وقت متأخر من الليل خاصة إذا كانت الوجبة تتكون من النشويات أو الدهون.
قائمة
تنصح خبيرة التغذية كل من يريد تخفيف وزنه واعتماد نظام غذائي صحي بوضع قائمة بالأصناف الغذائية المطلوب تجنبها للحيلولة دون الوقوع في فخ المغريات التي توفرها هذه الأصناف، ويفضل عدم شرائها أصلاً.
تلخص الدكتور بوير هذه الأصناف بالقول إنها المحتوية على أي من المكونات الأربعة الضارة وهي: الدهون والسكر والملح والدقيق الأبيض كالخبز والمعكرونة والرز.
مكافأة
يعتقد البعض بضرورة أن يكافئوا أنفسهم بعد أيام من التزام نظام غذائي صارم أو بعد ممارسة الرياضة العنيفة لساعة أو أكثر وذلك بتناول وجبة ثقيلة أو قطعة كيك كبيرة على سبيل المثال. المشكلة مع هؤلاء هي أنهم يجهلون أو يتجاهلون كمية السعرات الحرارية في ما يتناولونه من طعام، ويجهلون أو يتجاهلون ما تحتاج إليه أجسامهم من سعرات وعدد السعرات التي يحرقونها. النتيجة في مثل هذه الحالة هي أن أجسامهم تكتسب من جديد كل السعرات التي أحرقتها بفضل النظام الغذائي الصارم أو بفضل ممارسة الرياضة بهدف تخفيف الوزن، فينطبق عليهم القول: يضحكون على أنفسهم.
