تتحكم الأطعمة التي يتناولها الإنسان خلال مراحل عمره المختلفة بصورة مباشرة في حالته المزاجية، فهي قد تشعره بالسعادة أو الاكتئاب.
يقول د. يسري حداد، استشاري الأمراض الباطنية والسمنة بجامعة القاهرة، إن كثيرا من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو حتى الأصحاء، يتناولون أطعمة كثيرة تتسبب في زيادة سوء حالتهم النفسية دون أن يشعروا بذلك ، خاصة إذا كانوا يخضعون إلى رجيم قاس.
ويرى أنه إذا كانت هناك أطعمة تتعارض مع هذا النظام الغذائي، فمن الأفضل استبدالها بأنواع أخرى أقل سعرات حرارية وأكثر فائدة في ضبط الحالة النفسية وإشعار المريض بالسعادة.
ويشير د.حداد إلى أن “الشوكولاتة” الممزوجة بالمكسرات، هي أحد أهم موانع الريجيم ولكنّها مع ذلك ترفع الحالة المزاجية ويمكن استبدالها بـ”الشوكولاتة” المرّة أو الدايت، والّتي يسمح أيضا لمرضى السّكري بتناولها دون التسبّب في مخاطر على صحّتهم، إلاّ أنّه يجب تناولها في أوقات مناسبة، أي بعد الطعام بساعتين على الأقل، أو استبدال وجبة الإفطار بقطعة “شوكولاتة”، ذاك أنّ معدل الحرق للدّهون بالجسم يكون زائدا في الفترة الصباحيّة.
ويؤكد د.محمد عبدالحليم، استشاري السمنة والنحافة بجامعة عين شمس، إلى أن تقليل نسبة السموم بداخل الجسم يساعد أيضا على تحسين المزاج العام للشخص. ويتم ذلك باتباع نظام رجيم خاص يعرف بــ” نظام الديتوكس”، والذي يعتمد على تزويد الجسم بالحمضيات بصورة مركزة في أربعة أيام قبل تناول أيّة وجبة بفترة ما بين عشر دقائق إلى نصف ساعة، بعدها يعود الشخص لتناول الطعام الصحي الطبيعي تدريجيا، ويشعر بتحسن كبير في حالته المزاجية نتيجة تخليص جسمه من السموم العالقة به.
ويضيف د.عبدالحليم أنّه على الشخص الذي يبحث عن السعادة بجانب تنظيم غذائه أن يمارس رياضة المشي وركوب الدراجة الهوائية في الأماكن المفتوحة؛ حيث الهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة. ويمكن لأي شخص، ذكر أو أنثى، في أيّة مرحلة عمرية أن يقوم بتلك التمارين الرياضية البسيطة مع أصدقائه أو أقاربه لإضفاء جوّ البهجة والتخلّص من الهموم.
كشف علماء النفس أنّ الأشخاص الذين يتّبعون حمية غذائية قاسية هم أكثر عرضة للغضب والحزن، وغيرهما من المشاكل النفسية
ويقول د. ماجد نصار، أخصائي التغذية بالمعهد القومي للتغذية والسمنة بالقاهرة، إن أهم الأطعمة التي تعالج الاكتئاب والتي أوضحت الدراسات الطبية الحديثة فاعليتها بصورة كبيرة، هي الأسماك والموز و”الغريب فروت” والسبانخ والثوم والقرع والحليب والدجاج. وهي أطعمة مفيدة ومحببة لدى كثير من الناس وتساعد على إدخال الفرحة والتفاؤل على النفس لاحتوائها على زيت “أوميغا 3” و”قلويات” و”فيتامين سي” و”إيه 6” والحديد وعناصر غذائية أخرى تزيد من إفراز هرمون “سبرونونين” المنعش والمهدئ للأعصاب.
ويقترح د.نصار أنه يمكن للأم أن تجهز وجبة الإفطار لصغارها باستعمال هذه المواد البسيطة لضمان يوم ممتلئ بالحيوية والسعادة في المدرسة، ممّا يساعدهم على التحصيل الدراسيّ السليم. ولا يجب أن تهمل صحّتها في إطار اهتمامها بأسرتها، لأنها من دون سعادة وتفاؤل ستفشل بشكل كبير في إسعاد أطفالها والمحيطين بها.
كما ينصح المرأة بممارسة العادات والهوايات التي تحبها، والّتي حرمت منها بسبب مسؤوليات الحياة المتراكمة، ومن أهمّ هذه الهوايات؛ القراءة ومشاهدة التلفاز أو التّحدث عبر الهاتف أو حتى الاستمتاع بالإنترنت لساعات كما كانت تفعل قبل الزواج. كل هذه الأشياء وغيرها من شأنها أن تسعد المرأة إلى جانب الغذاء الصحي المناسب لطبيعة جسمها واحتياجاتها اليومية من السعرات بعيدا عن الأنظمة الغذائية المعقدة والمرهقة.
أهم الأطعمة التي تعالج الاكتئاب هي الأسماك والموز والغريب فروت والسبانخ والثوم والقرع والحليب والدجاج
ومن جهة أخرى، يوضح د. محب فايز، استشاري التغذية والمناعة، أنّ المرأة أكثر عرضة للمشاكل النفسية والاكتئاب نظرا لمرورها خلال حياتها بفترات الطمث والحمل والولادة وأعباء الأسرة المتزايدة على كتفيها بمفردها في أحيان كثيرة، وعليه يمكن التحكم في كل ذلك وإشعارها بالسعادة والتفاؤل بضبط الطعام الصحي لها، مما ينعكس على حياتها وحياة المحيطين بها.
كما أن المرأة أكثر استخداما للحميات الغذائية القاسية بغرض بحثها الدائم عن الجمال والرشاقة، والّتي تقلل نسبة الفيتامينات والدهون الّتي يحتاجها الجسم ليقاوم الاكتئاب، وهو سبب رئيسيّ لجعلها صعبة المزاج طوال اليوم ويؤثّر على عملية التواصل بينها وبين أفراد أسرتها أو حتى التفاعل بصورة طبيعية مع اللأصدقاء والجيران.
تجدر الإشارة إلى أنّ علماء النفس كشفوا في وقت سابق، أنّ الأشخاص الذين يتّبعون حمية غذائية معينة هم أكثر عرضة للغضب والحزن، وغيرها من المشاكل النفسية.
وفي السياق نفسه، ينصح د. محب، السيدات بتناول وجبات صغيرة على امتداد النهار بخلاف الوجبات الثلاث الأساسية، مثل حليب الصويا، البسكويت، الخضروات الطازجة.
